تستقبل جامعة جورجتاون قطرالأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)

تستقبل جامعة جورجتاون قطرالأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)

حضر برلمانيون من 13 دولة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) جلسة حول “الأمن والاستقرار في منطقة الخليج” استضافتها كلية الشؤون الدولية في قطر بجامعة جورجتاون. وقد شارك البرلمانيون الذين يمثلون دولا من بينها البرتغال وألمانيا والنرويج في جلسة أسئلة وأجوبة استغرقت ساعتين تقريبا وشارك فيها خبراء من كلية الشؤون الدولية ، من بينهم أميرة أ. سنبل، وغاري بي. واسرمان، ومارك فرحة، وبيرول باسكان، إلى جانب سلمان شيخ مدير مركز بروكنغز الدوحة، وديفيد روبرتس نائب مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن في قطر. وأدار جلسة الأسئلة والأجوبة الدكتور كاي هنريك بارث مساعد العميد للشؤون الأكاديمية بكلية الشؤون الدولية-قطر.

وافتتحت ماريت نيباك رئيس اللجنة الفرعية المعنية بشراكات الناتو والعضو في البرلمان النرويجي المناقشة بالتأكيد على أهمية انعقاد مثل هذا الاجتماع لبرلمانيي الناتو، قائلة: “نعتقد أنه من المهم أن يكون لحلف الناتو جمعية برلمانية. فنحن تواصل مع الأشخاص بطرق مختلفة عما تتواصل بها حكومتنا.”

وفي سياق الحديث عن الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، أشار سلمان شيخ إلى إن الحكومات في دول الخليج تمكنت من تفادي موجة الربيع العربي من خلال الإنفاق على شعوبها بسخاء، إلا أنه شكك في نجاعة هذا النهج على المدى البعيد، معتبرا أن قابلية العقد الاجتماعي الحالي في دول الخليج للبقاء غير واضحة، وأن هذا العقد الاجتماعي يحتاج إلى تحديث عاجل. ويرى شيخ أن قطر تحظى بأفضلية نسبية في هذا الصدد، ذلك أنها شرعت منذ التسعينات في عملية إصلاح مطولة. واعتبر ديفيد روبرتس من المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن في قطر أنه لا يزال أمام دول الخليج متسع من الوقت للإبقاء على هذا العقد الاجتماعي القائم على تقاسم الثروة، وهو ما يؤدي بدوره إلى إحجام تلك الدول عن تطبيق إصلاحات.

أما الأستاذ غاري بي. واسرمان فقد تطرق إلى البعد الأميركي للقضية، حيث أشار إلى “تحول الولايات المتحدة من الاعتماد على الطاقة الواردة من منطقة الخليج إلى الاعتماد على الطاقة الواردة من كل من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.” وقد ركز كثير من المشاركين في الجلسة على تداعيات التصدير المتزايد للطاقة إلى الهند والصين على أمن منطقة الخليج، وتوصلوا إلى رأي توافقي مفاده أن هناك تحولا في التركيز الاستراتيجي – بحسب وجهة النظر الأمريكية – من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى.

وأيد الأستاذ بيرول باسكان هذا الرأي قائلا إن الاعتماد على الولايات المتحدة باعتبارها درعا إقليميا لم يعد مجديا. وتوصل باسكان في هذا الصدد إلى خلاصة مفادها أن دولا كالصين والهند وتركيا يمكنها أن تلعب دورا أكبر في ضمان أمن منطقة الخليج الغنية بالطاقة.

وتساءل ديفيد كروسبي، عضو مجلس العموم البريطاني، عن الآثار المترتبة على قيام أمريكا أو إسرائيل بتوجيه ضربة محتملة إلى إيران. ورد سلمان شيخ من مركز بروكنغز الدوحة قائلا إن تدخل الولايات المتحدة عسكريا كان دائما مرهونا بحصول إيران على سلاح نووي، لكن الوضع تغير الآن، حيث اقتربت الولايات المتحدة كثيرا من الموقف الإسرائيلي الذي يرهن التدخل العسكري بمجرد قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي. وهذا الموقف، كما يرى شيخ، يمكن أن يجر المنطقة إلى مواجهة واسعة النطاق تنجم عنها عواقب اقتصادية وخيمة.

وشدد الأستاذ غاري بي. واسرمان على أنه من غير المرجح أن يجازف أوباما بتوجيه ضربة لإيران في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية. من جانبها اعتبرت الأستاذة سنبل أن أي هجوم على إيران ستكون نتائجه سلبية للغاية في هذه المرحلة، حيث سيؤدي إلى تبني مواقف متطرفة في الشرق الأوسط، كما يتوقع أن لا يحظى بدعم الشعوب العربية المناوئة لمواقف أنظمتها.

وتساءل خوسيه ليلو، عضو البرلمان البرتغالي، عن خطط قطر الاحتياطية في حال إغلاق مضيق هرمز، وعن المنطق وراء الخطاب التصعيدي الصادر من المنطقة. ورد الأستاذ فرحة على هذا التساؤل محذرا من أن العبارات المنفلتة عن الحرب قد تفتح الباب أمام الاستفزازات والعمليات السرية. وأعرب الأستاذ فرحة عن اعتقاده بأنه إذا تم توجيه ضربة لإيران، وردت إيران بإغلاق مضيق هرمز ولم تتأثر دول المنطقة بهذا الإغلاق، فإنها حتما ستتأثر بما فيه الكفاية بتكاليف التأمين على النقل بالسفن.

وتطرقت الأستاذة سنبل إلى مناقشة خطر قيام إيران أولا بالهجوم، قائلة: “إيران ليس لديها سجل في العدوان على جيرانها.” وفيما يتعلق بالتصورات عن الشارع العربي، اعتبرت سنبل أن تحفظ الغرب إزاء السماح بتطوير تكنولوجيا نووية في الشرق يمثل صورة مكررة للتبعية في العالم العربي. واعتبر أحد المتحدثين أن نوايا إيران بشأن تطوير قدرات نووية مرتبطة بأغراض دفاعية.أما الدكتور كاي هنريك بارث، الخبير في منع الانتشار النووي، فقد تكرم بإحالة جميع الأسئلة إلى زملائه واكتفى بإدارة هذه الجلسة الحيوية والمثيرة، حيث اختتمها بتوجيه الشكر إلى جميع المتحاورين باسم كلية الشؤون الدولية في قطر بجامعة جورجتاون.