تستضيف جامعة جورجتاون الناشط الفلسطيني في محاضرة عامة لمناقشة المسار الجديد

تستضيف جامعة جورجتاون الناشط الفلسطيني في محاضرة عامة لمناقشة المسار الجديد

كان الناشط ورجل الأعمال والكاتب الفلسطيني الأمريكي سام بحور، والذي يقيم في رام الله، في مركز الدراسات الدولية والإقليمية (CIRS) في جامعة جورجتاون قطر مؤخراً لإلقاء كلمة بعنوان “نماذج جديدة لفلسطين في عالم النسيان الأبدي”، استعرض خلالها التاريخ الطويل لعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، وقدم رؤيته بشأن الحاجة إلى إحداث تحول في الاستراتيجية التفاوضية ووضع نهاية لحل الدولتين.

وسأل السيد سام بحور في موضوع كلمته، التي ألقاها: “لماذا نحاول معالجة القضية الفلسطينية الإسرائيلية مرة أخرى؟ جوابي بسيط هو أنها استمرت سنوات طويلة وأننا جميعا استثمرنا الكثير من الوقت والطاقة لفهم التفاصيل والديناميكيات المعقدة لهذا الصراع، وإذا لم نكن نلتقي ونناقش ذلك، سنكون في حيرة من أمرنا حول ما يجب فعله. والجواب الأكثر صعوبة، وهو الجواب الذي أعتقد أنه أكثر دقة، هو أن قضية فلسطين تنطوي على ظلم تاريخي كبير وصارخ. إنها لهب لا ينطفئ”.

وقد التقى الدكتور مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية، الناشط سام بحور خلال عمله على بحث في رام الله لكتاب سيصدر قريباً عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدائر. ويقول الدكتور مهران: “بالنسبة للطلاب الذين يدرسون هذه الأزمة المستمرة، تعتبر آراء سام في تعقيدات وتحديات هذا الصراع، والأمل في الوصول إلى قرار، هامة جداً لفهم أبعاد هذه القضية”.

وفي معرض حديثه عن “مائة عام من التدخل الأجنبي في المنطقة”، يقول السيد سام بحور بأن هذه الفترة “أسفرت عن ستة وستين عاماً من الاستعمار والتطهير العرقي” من أجل إنشاء دولة إسرائيل التي ليس هناك تشابه بينها وبين قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 المتعلق بخطة التقسيم على الإطلاق”، واستشهاداً بعقدين من المفاوضات الثنائية الفاشلة، استنتج أن “الموقف الإسرائيلي اليوم يرتكز على افتراض أن المماطلة ستستمر لإمالة التوازن الاستراتيجي على نحو متزايد لصالح إسرائيل”. وباختصار، “إسرائيل ليست شريكاً جدياً في التفاوض”.

ومع ذلك، يقول سام بحور، الفلسطيني المولود في الولايات المتحدة، أن حسابات إسرائيل الاستراتيجية خاطئة، لأنهم “بالغوا في تقدير قوتهم، وقللوا من قوة الفلسطينيين”. ووصف السيد سام بحور النتائج الممكنة لعملية السلام الحالية بأنها “غير مقبولة على الإطلاق من جانب الفلسطينيين لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار التطلعات الوطنية للفلسطينين، وهي جميعاً بمثابة تقويض للهوية والحقوق الوطنية الفلسطينية تماما”.

ويقترح سام “نماذج قيد النظر” جديدة من شأنها عرقلة هذه النتائج عبر وسائل غير عنفية مثل المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات “للتحول من نتائج الدولتين إلى دولة واحدة ثنائية القومية” كهدف استراتيجي فلسطيني مفضل. ويضيف إلى أن الخيار القائم على حل الدولتين الذي كان يهيمن على المفاوضات لعقدين من الزمن، وهو عرض يجب أن يتم رفضه من قِبل الجيل الجديد من الفلسطينيين الذي يناضلون من أجل المساواة.

واختتم سام قائلاً: “في البداية، نحن قبلنا بحل الدولتين كنموذج لنهاية للصراع. ولكن بعد عشرين عاماً من المفاوضات الفاشلة، بناتي يقفن على مفترق طرق. إما أن نستمر على مسار فاشل لإقامة دولة، أو نسقط الدعوة لإقامة الدولة، وبدلا من ذلك ندعو إلى الحقوق المدنية. إن إسرائيل تعرف أنه إذا قام الفلسطينيون بهذا الإعلان، فإن قواعد اللعبة ستتغير”.

سام بحور هو مدير في البنك العربي الإسلامي، ويشغل مناصب مختلفة في عدة منظمات. وهو من الكتاب الدائمين حول الشؤون الفلسطينية وتم نشر مقالاته على نطاق واسع، كما يشارك في تحرير كتاب “الوطن: التاريخ الشفوي لفلسطين والفلسطينيين”. ويمكن التواصل معه على البريد الإلكتروني sbahour@gmail.com، ومدونته على الموقع الإلكتروني www.epalestine.com