بعد عام من اندلاعها: أكاديميون من مختلف أنحاء المنطقة يجتمعون لمناقشة تداعيات ثورات الربيع العربي

بعد عام من اندلاعها: أكاديميون من مختلف أنحاء المنطقة يجتمعون لمناقشة تداعيات ثورات الربيع العربي

تجمع عدد من الطلاب والأساتذة من مختلف أنحاء المنطقة في مقر كلية الشؤون الدولية-قطر بجامعة جورجتاون للمشاركة في ورشة عمل استغرقت يوما واحدا لتناول أحداث الربيع العربي وما أعقبها من تداعيات بالسرد والتحليل.وتشكل ورشة العمل جزء من برنامج الدراسات العربية والإقليمية (CARS) بكلية الشؤون الدولية-قطر، وقد نظمت بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية (CIRS)، حيث أتاحت للطلاب والباحثين من مختلف التخصصات فرصة لمناقشة تداعيات الثورات العارمة التي أطاحت بأربعة من الديكتاتوريين العرب، وأدت إلى انتفاضة واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة.

وإلى جانب الشؤون السياسية، تطرقت المناقشات إلى قضايا الأبعاد والقيم الثقافية؛ واللغة والثقافة؛ والطبقات الاجتماعية والدين والجنس؛ وآفاق المستقبل.

واستشهدت لمياء عدي، الطالبة بجامعة جورجتاون والعضو في جلسة النقاش حول “الطبقات الاجتماعية والدين والجنس”، خلال مناقشتها بروايات شخصية حول الوضع في سوريا. وأثنت عدي على المواضيع المطروحة، قائلة: “لقد سلط المحاضرون الضوء على مواضيع بعينها، مثل أساليب توظيف اللغة على اللافتات والرايات طوال الثورة. ومن المثير للاهتمام حقاً أن نرى كيف امتزجت الفكاهة بالسخرية في الشعارات والهتافات المستخدمة. استمتعت أيضا بمعرفة مدى ما تمثله الرموز من أهمية في الدين، كما هو الحال في إطلاق اللحية وما يحمله من رمزية.”

أما المحاضر يحيى محمد، العضو في جلسة النقاش حول “اللغة والثقافة” والأستاذ المساعد بكلية الشؤون الدولية-قطر والمقيم في قطر منذ خمس سنوات، فأوضح كيف ولدت لغة جديدة من رحم ثورات الربيع العربي، قائلا: “نطالع يوميا تحليلات سياسية لثورات الربيع العربي على شاشات التلفزيون وفي الصحف، لكن ورشة العمل هذه فتحت مجالا لمناقشة الجوانب الأخرى للثورة، ومنها الجوانب الثقافية على سبيل المثال.”

أيدت هذا الرأي لينا زاهر الطالبة في تخصص “السياسة الدولية”، حيث قالت: “من الرائع أن نرى مدى ما يوليه الأكاديميون من اهتمام بالناس الذين قاموا بالثورات، فهم لا يكتفون بمجرد التحليل السياسي لتلك الثورات.”

وقد تنوعت خلفيات أعضاء جلسات النقاش، حيث ضمت طلابا في كلية الشؤون الدولية-قطر وأساتذة وباحثين من قطر وغيرها من بلدان المنطقة.

لقد شكلت ورشة العمل فرصة رائعة للأكاديميين من مختلف أنحاء العالم للالتقاء وتبادل الأفكار، وهذا ما عبر عنه روبرت كرين مدير مركز المجتمعات الاسلامية المعاصرة بكلية الدراسات الاسلامية – قطر ، حيث قال: “العلماء الذين اجتمعوا هنا على درجة عالية من المعرفة وتنوع الخبرات، فهم يشكلون مجتمعا متكاملا من الخبراء. إنه أمر مبهر حقا.” وأضاف كرين: “لقد جاءت ورشة العمل في وقتها تماما، فقد مر عام حافل بالتجارب والأحداث التي تحتاج إلى تقييم، ولا زلنا في بداية الطريق نحو فهم وتفسير تلك الأحداث. وكم آمل أن يكون بمقدورنا استشراف المستقبل.”