الدورات التعليمية بجامعة جورجتاون تفتح الباب أمام فرص عمل جديدة
تشهد الدوحة اليوم حركة معمارية واسعة النطاق تتمثل في مشاريع لإنشاء طرق جديدة وفنادق وملاعب رياضية. وفي إطار التجهيزات لاستضافة نهائيات كأس العالم المقبلة لكرة القدم 2022 في مدينة لوسيل، فقد أعلن مؤخراً عن خطط عديدة لبناء ملعب يتسع لـ 80.000 مقعد. وبعد الفوز غير المسبوق الذي حققه المنتخب القطري لكرة اليد بحصوله على المرتبة الثانية خلال بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2015، تم إنشاء ثلاثة ملاعب تتسع لما يقارب لـ 30000 متفرج، وهي تعتبر جميعها جزءاً من الخطة المتكاملة لتحويل قطر إلى مركز رياضي معترف به على مستوى العالم.
ومما لا شك فيه أنه ستكون ثمة حاجة إلى عدد هائل من الأيدي العاملة لتلبية فرص العمل الناتجة عن النشاطات واسعة النطاق لإنشاء البنية التحتية الرياضية. إلا أن الكثيرين ما زالوا يتساءلون عن طريقة الانخراط في هذه الصناعة وكيف يمكن استنباط فرص عمل منها، وهنا بالضبط يأتي دور جامعة جورجتاون في قطر.
وقال د. خالد بيبي، العميد المشارك للبرامج الأكاديمية- مبادرة جامعة جورجتاون و معهد “جسور”، وأحد المدربين في برنامج مخصص لصفوف التعليم المجتمعي على يد خبراء متخصصين وأعضاء هيئة تدريس بارزين:” تعمل قطر على استضافة حدث رياضي دولي كبير واحد كل أسبوع، وتعتبر هذه فرصة مثلى لتكون هذه الجامعة المكان الأفضل للتخصص في أحد الحقول الفرعية في الرياضة والتمارين الرياضية. ويتضمن ذلك دورة في مسارات التعليم والفرص الوظيفية في الرياضة وصناعة الرياضات والتمارين الرياضية.”
وقد أتى هذا البرنامج الجديد احتفالاً بعشر سنوات من التفوق الأكاديمي والفكر المبتكر حققته جامعة جورجتاون في قطر، ويعتبر الأول من نوعه في حرم المدينة التعليمية الخاص بالجامعة. وتشمل العروض مجموعة واسعة من التخصصات التي تدرس باللغتين الإنجليزية والعربية وهي على شكل دورات مسائية ملائمة للأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة خلال النهار. وقد أطلق مخطط هذه المبادرة الجديدة قبل ثلاث سنوات.
وقالت الدكتورة أميرة سنبل، أستاذة التاريخ ورئيسة مجلس الكلية في جامعة جورجتاون و المسؤول عن تطوير المناهج الدراسية للدورات المجتمعية: “هناك الكثير من الناس في قطر يتوقون لفرصة ملائمة لمتابعة دراستهم”.
وأضافت: “هناك الكثير من المهنيين المهتمين بالعودة إلى مقاعد الدراسة وهم مرشحون ممتازون للانضمام إلى هذا البرنامج”. تبلغ مدة البرنامج ستة أسابيع متتالية، حيث تبدأ الفصول الدراسية من 15 مارس 2015 وتنتهي في 19 أبريل 2015، وتقام كل يوم أحد وثلاثاء وأربعاء من الساعة 6:30 حتى 8:30 مساءً. تتوفر الفصول للرجال والنساء فوق سن الـ 18 عاماً وفي نهاية البرنامج يحصل الناجحون على خطاب إنجاز.
وتشمل التخصصات المتوفرة: الرؤى الدينية المقارنة، دراسات الخليج، السياسة العربية، التعلّم الرقمي، الشعر العربي، الفلاسفة الكبار والأحداث العالمية، الإسلام والقضايا المعاصرة، تاريخ الشرق الأوسط، وبالطبع الرياضة ودراسات العلوم الرياضية.
ويذكر أن الدكتور بيبي لديه باع طويل في مجال الرياضة فهو حاصل على درجة الدكتوراه في علم الحركة ومتخصص في الرياضات وعلوم ممارسة الرياضة من جامعة كونيتيكت. وهو أيضاً من كبار محرري الكلية الأمريكية للطب الرياضي وكبير محرري كتاب منح الشهادات الصادرة عن الكلية الأمريكية للطب الرياضي (ACSM)، وهو معيار دولي في هذه الصناعة ومن الكتب الأكثر مبيعاً في العالم. وقد جاء بخبرته العريقة هذه إلى قطر كمحرر بارز للطبعة الأولى من “إرشادات النشاط البدني الوطني لدولة قطر”. سوف يتولى الدكتور بيبي التدريس في دورة تحت عنوان: “التربية الرياضة وعلوم ممارسة الرياضة: قضايا معاصرة ومدى علاقتها بدولة قطر”.
وقد نقل د. بيبي حماسه لتحقيق النجاح في هذا المجال إلى كافة شرائح المجتمع، وألهم الجميع بكلماته التي تصف هذه الصناعة المتنامية، حيث قال: “لقد استثمرت قطر الكثير في النشاط البدني. تتمتع القيادة العليا في قطر ببعد النظر والرؤية الحكيمة التي مكّنتها من الاستثمار في اللّبنات الأساسية لبناء مجتمع صحي وبالتالي وضعت الرياضة وممارسة التمارين الرياضية في مقدمة أولوياتها. وقد أدركت القيادة العليا مدى أهمية النشاط البدني كوسيلة لدعم الصحة الشخصية وتعزيز التنمية الوطنية. وسيكون لعبارة ‘الرياضات، التربية الرياضية، تطوير القوى العاملة ” مكاناً بارزاً في كل خطة استراتيجية مركزية، مثل “رؤية قطر الوطنية 2030” ، اللجنة الأولمبية القطرية، الأكاديمية الأولمبية القطرية، اللجنة العليا للمشاريع والإرث، هيئة السياحة في قطر، أكاديمية “أسباير”، “أسبيتار”، وغيرها الكثير.”
اللغة الأساسية للتعليم هي اللغة الإنجليزية، ولكن الدكتور بيبي قال إن ذلك يجب ألا يشكل عائقاً أمام الناطقين باللغة العربية إذا كان لديهم اهتمام جدي بذلك، فهو أيضاً لغته الأم هي العربية. وسيتم دعم الفصول الدراسية بعروض تقديمية من قبل خبراء لتعزيز رؤى المشاركين ووجهات نظرهم وبيان ما يقوم به هؤلاء المهنيون على أساس يومي. وأضاف: “آمل بأن يهتم الشباب والآباء وأي شخص بمعرفة المزيد عن الخيارات المهنية الحالية والمستقبلية في صناعة الرياضة والمجالات ذات الصلة. عندما كنت أعمل كمدير لبرنامج علوم الرياضة الجديد في جامعة قطر، كنت كثيراً ما أسأل الطلاب لماذا اختاروا دراسة العلوم الرياضية ويفكرون فيه كمسيرة مهنية. وكانت الردود مفاجئة لي. فقد قال حوالي ثلث الطلاب إن آباءهم هم الذين دفعوهم إلى الانخراط في هذا المجال الجديد لأنهم يعرفون أنه سيكون هناك فرص عمل كثيرة في هذا المجال. خلاصة القول هي أن الناس يرون في قطر وفي هذا المجال مثالاً للاستقرار. وتأكيداً مني على ذلك، أوصي باتباع هذه الدورة وستكون النتائج مرضية للجميع”.