التوترات الخطيرة في بحر الصين الجنوبي محور فعالية “تمارين محاكاة الأزمات والمفاوضات الدولية” في جامعة جورجتاون قطر

Group Photo

اختتمت جامعة جورجتاون قطر مؤخراً فعالية “تمارين محاكاة الأزمات والمفاوضات الدولية” الخاصة بالتدريب الدبلوماسي. وعمل 30 طالباً وطالبة خلال الفعالية على تطوير مهاراتهم في المفاوضات وصناعة القرار وممارستها واختبارها ضمن تمارين تحاكي الواقع وتمحورت حول نزاع بحري افتراضي في بحر الصين الجنوبي.

وتم تنظيم الفعالية بالتعاون مع معهد دراسات الدبلوماسية (ISD) التابع لجامعة جورجتاون في العاصمة الأمريكية واشنطن. وتركز الفعالية السنوية على كيفية التعامل مع حالات افتراضية تعكس توجهات أو أحداث عالمية واقعية. وتم توزيع الطلبة في فعالية هذا العام ضمن مجموعات تتألف من 4 أو 5 طلاب تشكل كل مجموعة فريقاً دبلوماسياً لتمثيل دول الصين وفييتنام والفلبين واليابان وإندونيسيا والولايات المتحدة والهند، ثم شاركوا في حوارات مكثفة ثنائية ومتعددة الأطراف لمناقشة تلك الحالات الافتراضية والتعرف على سير العمليات الدبلوماسية كما تجري على واقع الأرض.

وفي تعليقها على الفعالية، قالت الدكتورة كريستين شيويتز، العميد المساعد للشؤون الأكاديمية في جامعة جورجتاون قطر ومنظمة البرنامج: “توفر مثل هذه الفعاليات فرصة تعليمية فريدة لطلبتنا الذين يدرسون في قسم الشؤون الدولية في جامعتنا. وتمكّن الطلبة بفضل الفعالية من تحديد اهتماماتهم بشكل أكثر عمقاً، فضلاً عن اكتسابهم مهارات التفكير النقدي واستخدام الأساليب والتكتيكات المتبعة في المفاوضات الدبلوماسية لإيجاد حل فعال تتفق عليه جميع الأطراف ذات الصلة. ولا شك بأن تلك المهارات هامة جداً في حياة الطلبة الشخصية والعملية بغض النظر عن أي مسار وظيفي يختارونه”.

وقد نظمت الدكتورة شيويتز للمرة الأولى هذا العام ورشة عمل جديدة للمفاوضات ومتاحة لجميع طلبة جامعة جورجتاون قطر. وهدفت ورشة العمل إلى صقل مهارات الطلبة الدبلوماسية، إذ تم تعريفهم على المبادئ الأساسية للمفاوضات القائمة على المصالح والتي تمت مناقشتها في الكتاب المعروف “الوصول إلى الاتفاق: كيف تتم مفاوضة الاتفاقيات بدون تنازلات”.

واختتمت ورشة العمل بمحاضرة خاصة قدّمها الدكتور جيم سيفرز، الدبلوماسي الأمريكي السابق ومدير قسم الدراسات في معهد دراسات الدبلوماسية، تحدث فيها عن الوظائف والمهام الدبلوماسية الأساسية مثل إجراء الحوارات والمفاوضات وأساليب الدعاية، وأجاب عن أسئلة طرحها الطلبة المشاركون في الورشة.

وخلال الأسابيع التي سبقت انعقاد الفعالية، قرأ الطلبة المشاركون ورقة بحثية واستلموا السيناريو الافتراضي ضمن ملف يشرح موقف الدول التي تم تعيينهم كممثلين لها من هذا السيناريو. وعلّقت الدكتورة شيويتز قائلة: “قمت قبل ثلاثة أيام من موعد الفعالية بإرسال مواقف الدول السرية من المفاوضات إلى الطلبة لكي يتمكنوا من تمثيل الدول المعيّنة لهم بشكل دقيق. ومن شأن هذه العملية أن تساهم في رفع حدة المنافسة وزيادة مستوى الواقعية للسيناريو المفترض، خاصة وأن الضغط سيزداد على الطلبة لكي لا يكشفوا عن استراتيجية بلادهم ومصالحها قبل انعقاد الفعالية”.

“سمح تمرين محاكاة الأزمات المكثّف والشّيق للديبلوماسيين الطموحين بممارسة العملية الديبلوماسية في بيئة مسيطرة. إن مشورة الأستاذ والديبلوماسي السابق البروفيسور جيم سيفرز ودعمه قدّما لنا الكثير من المساعدة خلال التمرين. إن المواد التي قدّمت إلينا للتمرين خلقت جوّاً من المشاركة وكانت غنية بالمعلومات. أنا أتطلع إلى حضور مثل هذه الفعاليات التثقيفية والإعلامية في المستقبل.” قالت الطالبة في جامعة جورجتاون شيبا جورج، دفعة عام 2017.

بدورها قالت جيوستنا سوبرامانيام، الطالبة في جامعة جورجتاون قطر: “لقد كانت فعالية تمارين محاكاة الأزمات والمفاوضات الدولية مفيدة جداً، إذ فتحت أعيننا على كيفية معالجة الأزمات العالمية وفقاً لمعايير الأمم المتحدة. وقد شعرنا بأن المفاوضات كانت حقيقية فعلاً ودفعتنا إلى التفكير بعمق حول موضوعها”.

وقد قام كل من الدكتور جيمس سيفرز والدكتورة شيويتز بقيادة الفعالية، وبادر الدكتور روري ميلر والدكتور ماكس أويدتمان بتوجيه النصائح والإرشادات إلى المجموعات المشاركة. وكان الضيف الخاص لفعالية هذا العام الدكتور غيرد نونمان، عميد جامعة جورجتاون قطر، والذي استلم مهام “الممثل الخاص للأمم المتحدة” في نهاية الفعالية واستمع إلى العروض التقديمية لجميع الفرق وشارك في استكشاف آفاق ما يمكن تحقيقه على الصعيد الدبلوماسي.