الإعلام الجماهيري والمسلمين: دراسة جديدة لجامعة جورجتاون في قطر

الإعلام الجماهيري والمسلمين: دراسة جديدة لجامعة جورجتاون في قطر

تكشف جامعة جورجتاون في قطر ظهر اليوم عن نتائج دراسة بحثية حول الإعلام الجماهيري والمسلمين بعنوان “الإيديولوجيا، الترويج، وتأثير وسائل الإعلام المعادية: ردة فعل المسلمين تجاه التغطيات الإعلامية لقناتي الجزيرة وCNN”، وذلك في الحرم الجامعي بالمدينة التعليمية.وقد أجرى الدراسة، التي تم تمويلها من قبل الصندوق القطري للبحث العلمي، الدكتور ألكسيس أنطونيادس، الأستاذ المساعد لمادة الاقتصاد جامعة جورجتاون قطر. وتنظر الدراسة في ما إذا كان المسلمون ينظرون إلى المعلومات المحايدة الحساسة بالنسبة لهم على أنها متحيزة ضدهم، وهي فرضية تستند إلى تأثير وسائل الإعلام المعادية التي نشأت في أوائل التسعينيات وتقول بأن الجماعات الحزبية والأشخاص المتحيزين بقوة تجاه قضية ما، يميلون إلى اعتبار أن المعلومات المحايدة ظاهرياً هي متحيزة ضدهم.وعلى أية حال، توصلت دراسة جورجتاون إلى نتائج مختلفة جداً عن الدراسات السابقة. يقول الدكتور أنطونيادس: “لقد درسنا ورفضنا فكرة أن المسلمين قد ينظرون إلى التغطية الإعلامية المتوازنة بشأن قضايا حساسة أو مثيرة للجدل على أنها متحيزة ضدهم، وهي ظاهرة تعرف بأسم “تأثير وسائل الإعلام المعادية”.وتم التوصل إلى هذه النتائج المفاجئة وغيرها بعد دراسة استقصائية أجريت بعناية وشملت 581 من المسلمين الذين يعيشون في قطر ويمثلون خليطاً ديموغرافياً واسع النطاق. وقد طلب من المشاركين تقييم التقارير الإخبارية التي بثتها قناتا الجزيرة وCNN بشأن الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل عن النبي محمد (ص)، مع القيام بحيلة واحدة بسيطة: حيث قام الباحثون دون علم المشاركين بتبديل شعاريّ الجزيرة وCNN، لمعرفة ما إذا كان الآراء ستختلف عند تغير المصدر.واختتم الدكتور أنطونيادس بالقول: “أظهرت نتائج الدراسة، التي بدت وكأنها تتعارض مع نتائج دراسات سابقة، أن المسلمين لا يحددون ما إذا كانت التغطية الإعلامية منحازة ضدهم على أساس القناة الإعلامية، وإنما المحتوى الفعلي من المعلومات، مما يوحي بأن الشكوك المتزايدة حيال السياسات الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تنبع من تقييم تلك السياسات وليس التغطية الإعلامية لها”.ويأتي تقديم تلك الدراسة في أعقاب الإعلان مؤخراً عن تخصص جديد في الإعلام والسياسة والذي سيقدم بالشراكة بين جامعة جورجتاون قطر، التي ستمنح للطلبة شهادة خاصة عند انتهاء البرنامج، وجامعة نورث وسترن في قطر، والتي ستقدم الشهادة الفرعية الرسمية.وترتكز هذه الشهادة على نقاط القوة التي يملكها كل من الجامعتين لمساعدة الطلبة على تكوين فهم شامل لتأثير وسائل الاتصال الجماهيري في الشؤون السياسية والدبلوماسية وعملية صنع القرار، فضلاً عن دور السياسة في تشكيل منتجات واستراتيجيات الإعلام الجماهيري.من ناحية أخرى، يساعد البرنامج الطلاب على فهم كيفية تأثير وتأثر السياسيين والدبلوماسيين وصناع القرار بوسائل الإعلام على اختلاف أشكالها ومجالاتها، وكذلك تعريف الطلاب على تبعات حقيقية لتغطيات أوردتها وسائل إعلام جماهيري.وسوف يحضر الطلاب المسجلين في برنامج الإعلام والسياسة من كلتا الجامعتين العرض التوضيحي إلى جانب غيرهم من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والمهتمين من عامة الجمهور. وتتوفر نتائج الدراسة على الموقع الإلكتروني لجامعة جورجتاون.