أستاذ التاريخ الإسلامي البارز الدكتور جون فول يلقي محاضرة في جامعة جورجتاون قطر

Distinguished Scholar of Islamic History Speaks at Georgetown in Qatar

استضافت جامعة جورجتاون قطر مؤخراً الباحث الدكتور جون فول، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة جورجتاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن، لإلقاء محاضرة عامة بعنوان “الدين في الشؤون العالمية للقرن 21″، والتي تناول فيها الدور المتغير للدين في الحياة المعاصرة.

وقام الدكتور العريان، أستاذ التاريخ المساعد في جامعة جورجتاون قطر، بتقديم الضيف المميز الذي من المقرر أن يتقاعد بنهاية الفصل الدراسي، قائلاً: “كان الدكتور جون فول معلمي في مرحلة تكوّن الأساس الفكري لدي. واليوم، يسرني كثيراً أن يشارك في المقرر الذي أقوم بتدريسه من خلال الفصول الافتراضية RPX هنا في الدوحة، وهذه ميزة هامة يحظى بها طلابنا، خصوصاً وأن هذا آخر فصل له مع مهنة التدريس”. وتتيح تكنولوجيا RPX لطلاب جامعة جورجتاون قطر تلقي المقررات الجامعية من الأساتذة المعروفين في واشنطن العاصمة، كما تسمح للطلاب في واشنطن بأن يتعلموا على أيدي نخبة عالمية المستوى من المدرسين البارزين في قطر.

وفي حديثه إلى جمهور ضم العديد من الطلبة والمدرسين والموظفين والضيوف في جامعة جورجتاون في قطر، تساءل الدكتور جون فول قائلاً: “العديد من علماء الاجتماع في سنوات الستينات من القرن الماضي قالوا بأن الأديان ستختفي، وهذا لم يحدث بالطبع. وعليه، دعونا نطرح هذا السؤال: “لماذا لا تزال الأديان موجودة”؟

يشير الدكتور جون فول، في إجابته على السؤال، إلى النظرية السائدة بأن الدين لم يختفِ بسبب “فشل البدائل” – العلمانية الحديثة، التي كانت تعتبر في وقت سابق بديل للدين، وقد فشلت في تلبية احتياجات المجتمع الحديث. لكنه لفت إلى أن السبب الحقيقي في أن الدين آخذ في التقدم هو أن الدين التقليدي قد تغير، متخذاً شكلاً مختلفاً عن دين القرن الماضي”.

وقال الدكتور جون فول، مستعرضاً النظريات السائدة في فترة الستينيات: “لقد قيل أن المجتمع التقليدي على وشك أن يختفي، وبالتالي فإن الدين التقليدي باعتباره جزءاً من المجتمع التقليدي سيختفي أيضاً، لكنهم لم يكونوا يتحدثون عن نهاية الدين، وإنما عن تحول المجتمع التقليدي”.

ومن خلال مجموعة من الشرائح الفوتوغرافية، قارن الدكتور جون فول بين الحركات الإسلامية المختلفة في القرن العشرين والواحد والعشرين، وأظهر كيف كان كبار القادة المسلمين في جميع أنحاء العالم في القرن الماضي يرتدون ثياب حديثة جداً، على عكس زعماء الدين اليوم الذين يرتبط مظهرهم الشخصي بقوة بهويات ثقافية محددة. واستشهد الدكتور فول أيضاً بالتحول من “دين الشعوب” إلى “دين النجوم” من ناحية الشخصيات التلفزيونية الدينية المعروفة الذين يجذبون الشريحة السكانية الأصغر سناً. وأوضح قائلاً: “لقد نجا الدين في القرن العشرين من خلال هذا النوع من التحول، ومن خلال إيجاد وسائل للتعبير عن الحقائق الأبدية الثابتة بطرق مرتبطة بالسياق الاجتماعي والسياسي الذي يعيش فيه الناس”.

وبالعودة إلى الفكرة السائدة عن فشل النظرية العلمانية في قياس نفوذ وتأثير الأديان، دافع الدكتور فول عن هذه الفكرة قائلاً: “تم بناء النظرية العلمانية على فكرة أن التحديث سيغير الدين التقليدي، لا أن يلغيه، وأنه سيغير الممارسات المرتبطة بالمجتمع التقليدي”.