سلسلة الحوارات الشهرية تستضيف ر. سيتارامان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الدوحة
ألقى ر. سيتارامان الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الدوحة، أول محاضرة في سلسلة الحوارات الشهرية التي يقيمها مركز الدراسات الدولية والإقليمية لعام 2014 بعنوان “التنمية المستدامة للاقتصاد والشركات” في 20 يناير 2014. ومن خلال خبرته كرئيس لمؤسسة مالية كبرى، أوضح كيف اهتزت النظم الاقتصادية في الصميم، نتيجة للأزمة المالية العالمية، وأجبرت على الخضوع لتحولات ضخمة وجذرية. وقد توجب على هذه المؤسسات المالية العالمية مواءمة نفسها وفقاً للنظام العالمي الجديد لإعادة تنظيم السوق المالية من أجل خلق اقتصادات عالمية أكثر تحفظاً، وحذراً، واستدامة.وأشار سيتارامان إلى الظروف غير المسبوقة التي أثرت على النظم المالية العالمية على مدى السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك أزمة السيولة التي تحولت إلى أزمة تمويل وسيولة حيث شهدت دول بأكملها مثل اليونان وأيسلندا انهيارات اقتصادية بعيدة المدى. وفي هذه الحالات، لم ترتبط السياسة بالاقتصاد على مستوى التقارب الذي ينبغي أن يجتمعا عليه. وتم التصدي لأزمة السيولة عن طريق حلول غير مستقرة وقصيرة الأجل، مثل طباعة المزيد من المال لتحسين التدفق النقدي وتحقيق الاستقرار في أسواق الأسهم، ولكن هذا الحل لم يكن مستداماً في نهاية المطاف، بل كان يحل المشكلة بشكل سطحي، حيث تم الحفاظ على الجذور الأساسية للأزمة الاقتصادية. و”لأننا نعيش في عالم مترابط ومتصل”، تتشابك أسواق العملات وأسواق السلع الأساسية، وما يؤثر على أحدهما يؤثر على الآخر.وأوضح سيتارامان أنه وبعد سنوات من الركود والتراجع الاقتصادي العالمي أدركت الحكومات، والشركات، والمؤسسات المالية ضرورة إجراء اصلاحات واسعة النطاق في النظام. وأشار قائلاً: “تمثل هذه الأزمة فرصة للنظام العالمي الجديد”. وقد تغير نوع رأسمالية الشركات الجشعة والمضاربة في السوق التي تحدد العقود القليلة الماضية من اقتصادات السوق من حيث الشكل والمضمون. وبالمثل، وجدت الدول التي انضمت إلى البنية الاشتراكية للإدارة الاقتصادية أنه من الضروري تغيير الهياكل المالية، وبذلت جهوداً منسقة لإنهاء حالة العزلة التي تشهدها والتواصل مع الاقتصاد العالمي. وفي الواقع، صرح سيتارامان، أن هاتين الفلسفتين الاقتصاديتين المتعارضتين سابقاً تشهدان مرحلة من التداخل للوصول إلى واقع اقتصادي أكثر فعالية واستدامة. “الاقتصادات المختلطة هي المسؤولة عن تغيير اللعبة. وقد رأينا أن الأسواق الناشئة باتت تنتج أكثر من 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وهذه الاقتصادات ينبغي أن تغدو جزءاً لا يتجزأ من نظام النمو العالمي . وقال “وهذا ما جعل مجموعة السبعة تتحول إلى مجموعة الثمانية ومجموعة الثمانية تصبح مجموعة العشرين”ولأن المؤسسات المالية تعمل على تشغيل المال العام بقدر ما تشغل أصول المساهمين الخاصة، يعتبر نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص الطريقة الأكثر استدامة من الآن فصاعداً. ومن خلال طرح بنك الدوحة كمثال، قال سيتارامان إن الأموال المساهمة الخاصة تمثل حوالي 11 مليار، وعلى الرغم من ذلك تبلغ ودائع العملاء 35 مليار. وبالتالي يصبح من الواضح أنه حتى لو كانت المؤسسة المالية خاصة، إلا أنها غالباً ما تكون، في الواقع، عامة. وكشفت الأزمة المالية العالمية أن عامة الناس يمثلون في الواقع أصحاب المصلحة الحقيقيين الذين يتوجب حماية استثماراتهم لا المضاربة عليها. وأوضح قائلاً: “سواء كنت تضطلع بمهمة مسؤولة اجتماعياً كرئيس للشركة أو رئيس للدولة، يتوجب عليك ممارسة المسؤولية الاجتماعية. وبهذه الطريقة، تقوم برعاية جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين”.وفي الختام، قال سيتارامان إنه بسبب الزيادة في أنماط الاتصال العالمي على كافة الصعد، سواء من حيث الأسواق المالية أو القضايا الأوسع نطاقاً المترتبة على تغير المناخ، يتوجب على أنظمة الحكم في جميع أنحاء العالم أن تحاول التزام المعايير الأخلاقية والمستدامة والمسؤولة اجتماعياً ذاتها. وعلى المستوى العالمي، نحن بحاجة إلى “إطلاق مجموعة المبادرات الجديدة التي تستجيب لرؤية الأمم المتحدة من أجل القضاء على الفقر المدقع وتحقيق المساواة بين الجنسين، والاستدامة الاقتصادية، والرعاية الصحية الأولية والتعليم وسبل التعاون العالمية”.الدكتور ر. سيتارامان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الدوحة، حاصل على درجات دكتوراه متعددة من جامعات رائدة في العالم، بما في ذلك درجة الدكتوراه في علم السياسة العالمي من الجامعة الأوروبية ودكتوراه في القانون من جامعة واشنطن. وهو محاسب قانوني ويحمل شهادات في أنظمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الشركات. وتم اختياره كـ “أفضل مدير تنفيذي في منطقة الشرق الأوسط” و “رجل الأعمال الرائد عالمياً”، وهو حاصل على “جائزة جولندز للتميز البنكي” ومعلق دوري على التمويل الدولي في وسائل إعلام عالمية مثل بي بي سي، وسي إن إن، وفوكس، وسي إن بي سي، وسكاي نيوز، وأيه بي سي، وبلومبرج، وقد حول بنك الدوحة إلى واحد من أفضل البنوك أداءً في منطقة الشرق الأوسط.
المقال بقلم سوزي ميرغني، مديرة ورئيسة تحرير المنشورات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية