عودة بروز غرب آسيا
تُصوَّر منطقة غرب آسيا المعاصرة، عادةً، على أنها منطقة هشة، تعمها الصراعات الطويلة بين دولها، والنزاعات الحدودية الباقية دون تسوية، والاضطرابات التي يتسبب بها حضور هويات عرقية ودينية تُصعِّب مهمة إنشاء دولة وطنية قوية. كما يُنظَر إلى المنطقة على أنها منهكة بأنظمة الحكم الديكتاتورية، وغياب السياسة عن المجتمع، والنمو الاقتصادي البطيء، وتلقي هذه العوامل بظلالها على دول المنطقة. إلا أن المنطقة، حالياً، عادت لتكتسب أهمية استراتيجية بسبب ظروف معقدة تتطور في القوقاز، ولها آثار عالمية. علاوة على ذلك، تجتذب المنطقة اهتماماً خارجياً كبيراً بسبب ما تحتويه من مصادر للطاقة وموارد طبيعية، ولا سيما دورها الأساسي في خطوط إمداد أوروبا وغيرها بالغاز، سواء الموجودة منها أم المُدرجة في خطط مستقبلية. ورسّخت أحداث عام 2011، رغم أنها محصورة في قليل من دول الشرق الأوسط، شعوراً بضرورة إشراك فئات الشعب في عملية الحكم لمعالجة المشكلات الناتجة عن سياسات الهوية والتي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي. وقد أطلق مركز الدراسات الدولية والإقليمية، خلال السنة الأكاديمية 2014-2015، وبما يتَّسق مع ما سبق ذكره، مبادرةً بحثية جديدة لتسليط المزيد من الضوء على العلاقات المعقدة والصلات بين دول غرب آسيا من الجوانب الجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية.