محاضرة في جورجتاون قطر حول حاضر ومستقبل قطاع الطاقة
استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية (CIRS) في جورجتاون قطر مؤخراً سعادة الدكتور سيد محمد حسين عادلي، الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وهي منظمة حكومية دولية يقع مقرها في قطر وتهدف إلى تعزيز تجارة الغاز الطبيعي في العالم، وذلك ضمن سلسلة المحاضرات الشهرية، حيث ألقى سعادته محاضرة بعنوان “الغاز وأنواع الوقود البديلة، التحديات والحصص الحالية والمستقبلية” وتطرق فيها إلى توجهات استكشاف وإنتاج الغاز والطاقة في العالم.
من جانبه، أكد الدكتور مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية ، على أهمية موضوع الحوار الشهري قائلاً: “نحن نعلم أن الغاز الطبيعي هو أنظف أنواع الوقود الأحفوري المستخدمة، لما يوفره من مزايا على صعيد حماية البيئة والكفاءة العالية بالمقارنة مع موارد الطاقة الأخرى. وفضلاً عن احتياجات الطاقة العالمية التي ستزداد مع مرور الوقت، من المهم أن نفهم عوامل السوق والسياسة التي تؤثر على العلاقة بين العرض والطلب. إن الآثار التي ستنعكس على الاقتصاد القطري، وبالتالي أهداف الرؤية الوطنية للتنمية والاقتصاد العالمي، تعتبر هائلة، وبناء عليه، تسعدنا استضافة خبير الطاقة سعادة الدكتور سيد عادلي في الحرم الجامعي ليتشارك رؤاه مع الطلبة والمدرسين وكبار الشخصيات، والمجتمع القطري بشكل عام”.
وناقش عادلي ديناميكيات سوق الغاز بشكل مطول وشامل، وتضمن ذلك الغاز الطبيعي المسال وخطوط الأنابيب، وقدم كذلك لمحة عامة عن أحدث التغيرات في قطاع الطاقة والصخر الزيتي. وتشمل التحديات الأخرى التي يواجهها قطاع الطاقة، تأمين الطلب، والأثر البيئي للفحم والفجوات التكنولوجية الذي ما زال يواجهها إنتاج “الفحم النظيف”، وقضايا السلامة المرتبطة بالطاقة النووية، ومعوقات الحصول على الدعم، ومتطلبات الاستثمار المرتفعة في البنية التحتية لجعل موارد الطاقة المتجددة مربحة.
وقدم عادلي مقارنة بين الغاز وأنواع الوقود الأخرى في مزيج الطاقة العالمي، مشيراً إلى أنه وحدها موارد الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، تشهد ارتفاعاً مستمراً في مقابل تراجع استخدام الفحم والنفط. وقال في هذا الصدد: “يشهد استهلاك الغاز ارتفاعاً بنسبة 108 مليار متر مكعب سنوياً، ويحتاج إلى دعم عمليات إنتاجه، وهذا يفرض الحاجة إلى المزيد من الاستثمارات وأنشطة التطوير والتبادل التجاري لتلبية الطلب. إن احتياطيات الطاقة الحالية ليست كافية.”
وأشار عادلي إلى أن القضية الأساسية هي ضرورة وجود سياسات حكومية تضمن الإنتاج الأمثل للغاز بما يكفي لتلبية الاحتياجات المحلية للدولة وعمليات التصدير في آن معاً، وأوضح أن ” معظم كميات الغاز أو 70 بالمائة منها يتم تداولها محلياً، بينما يتم تداول الـ 30% المتبقية دولياً. وعند الحديث عن الشرق الأوسط كمنطقة مصدرة للغاز، عليك أولاً أن تبدأ بالسوق المحلية، وتقييم مستويات الدعم والقدرات الإنتاجية، لتكوين صورة واضحة عن الكميات التي يمكن تصديرها دولياً”.
جدير بالذكر أن الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF) تمتلك معاً 67 بالمائة من احتياطي الغاز في العالم واختتم عادلي قائلاً: “يستحوذ الوقود الأحفوري على الحصة الأكبر في مزيج الطاقة. وتعتبر كفاءة الغاز الطبيعي هي الأعلى في قطاع توليد الطاقة بالمقارنة مع أنواع الوقود الأخرى، وبنسبة تصل إلى 58 بالمائة”. وفي ضوء تنامي الطلب عالمياً، سيواصل الغاز تعزيز مكانته كمصدر مفضل للطاقة، وهذا يبشّر بالخير بالنسبة لقطر وجميع أعضاء المنتدى.