خلال سلسلة الحوار الشهري للجامعة مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية يناقش قضية الاستدامة البيئية في قطر والخليج
أقامت كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر يوم الإثنين أولى فعاليات سلسلة الحوار الشهري التي يقيمها مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية في العام الأكاديمي الجديد.وشهدت تلك الفعالية التي تحظى بحضور جيد، والتي يتنوع ضيوفها ما بين شخصيات دبلوماسية وأكاديمية إلى أنصار المحافظة على البيئة بالاضافة الى الطلاب ، مشاركة الدكتورة ماري ليومي الأستاذة بالكلية بأبحاثها الجارية عن الاستدامة البيئية في المنطقة.وخلال المحاضرة التي قدمتها الدكتورة ليومي تحت عنوان “الموارد الطبيعية وعدم الاستدامة البيئية في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي”، رصدت طريقة جديدة لتصور وفهم الاقتصاد السياسي، والسياسة والتنمية في بلدان الخليج.
تقول الدكتورة ليومي، الحاصلة على زمالة ما بعد الدكتوراة في مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية للعام الدراسي 2011-2012 في كلمتها الافتتاحية: “إن اعتماد الأنظمة الملكية في الخليج على الوقود الأحفوري، وعائداته، والمتطلبات الاجتماعية المستندة إلى تلك العائدات تتسبب في عدم الاستدامة”.
وتضيف قائلة: “ممارسة الأعمال بشكل اعتيادي في الأنظمة الاقتصادية والمجتمعات الخليجية يواجه على نحو متزايد تحديات من ضغوط ذات صلة بالبيئة والموارد الطبيعية.وتوضح د. ليومي، التي تحمل درجة الدكتوراة في الدراسات الشرق أوسطية من جامعة دورهام، بالمملكة المتحدة: “أكثر تلك التحديات إلحاحاً تنبع من داخل تلك الدول هي: الاعتماد على الوقود الأحفوري، التزايد السكاني، النمو الاقتصادي، ارتفاع نصيب الفرد من الاستهلاك وفقد الموارد الطبيعية، والمتطلبات الاجتماعية التي تنطوي على وفرة الوقود ودعم أسعار المرافق ، مؤكدة إننا نعيش في وهم مختلق بوجود وفرة لا حدود لها من الموارد الطبيعية”.واستناداً إلى البيانات المتاحة، فإن نصيب قطر من إجمالي الانبعاثات العالمية للكربون ظل عند نسبة 0.2 % في عام 2007 ، بينما جاء في المركز الأول عند قياسه بنصيب الفرد من الانبعاثات . ووفقاً لشركة قطر للبترول كان لصناعة النفط والغاز نصيب الأسد من انبعاثات الكربون في قطر، بنسبة قاربت 60 في المائة عام 2006.ويعد الأثر الإيكولوجي لقطر – وهو مؤشر للاستهلاك البشري مقارنة بموارد الأرض – يعد كذلك الثاني من حيث الارتفاع على مستوى العالم.وتردف د. ليومي قائلة: “هناك عدد من المجالات التي يمكن لحكومات الخليج أن تعمل فيها على قيادة مجتمعاتنا نحو مستقبل مستدام. ولعل من أهمها: تبني الاستدامة البيئية كموضوع على مستوى كافة القطاعات”.ومن بين الوسائل الأخرى لزيادة الاستدامة، على حد قولها، بناء “بنية تحتية للاستدامة”، مثل هيئة بنية تحتية لإعادة التدوير، تحسين خدمة المواصلات العامة ، ووضع تعرفة مخفضة على استخدام الطاقات المتجددة.وتضيف: “الأهم من ذلك، هو ضرورة أن تبدأ الحكومات في نقاش جماهيري صريح حول العوامل الخارجية للبيئة ، أو الآثار السلبية للأنماط الحالية من استهلاك الموارد الطبيعية. فمن شأن ذلك أن يمهد الطريق لوضع تسعير جديد للموارد الطبيعية يعكس تكلفتها الحقيقية .. موضحة انه عندما يستوعب الناس تكلفة أنماط حياتهم على البيئة المحيطة، يمكننا فقط عندئذ البدء في التغيير”.
ويقول مدير مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية، مهران كامرافا: “لقد شجعنا الحوار الشهري على إقامة نقاش حول القضايا المطروحة على الساحة الراهنة، وإلقاء الضوء على الأبحاث التي يجريها أعضاء المجتمع التعليمي لصالح المجتمع المحلي”.ومن المعروف أن مركز جورجتاون للدراسات الدولية والإقليمية في قطر من المعاهد البحثية المرموقة التي تكرس جهودها للدراسات الأكاديمية المرتبطة بالقضايا الإقليمية والدولية. كما يرعى المركز عدداً من المنتديات في معظم فترات السنة لتسهيل الحوار وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول عدد كبير من القضايا ، بهدف إشراك طلاب الجامعة والمواطنين في هذا الحراك الفكري وإثراء معلوماتهم وثقافاتهم حيال الأحداث الجارية.