مركز الدراسات الدولية والإقليمية نظّم مناظرة حول الإنتخابات الرئاسية الأمريكية
الدوحة ، قطر — اتخذت السياسة الأمريكية حيزاً حيث تولى ممثلين عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي مناقشة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008 ومستقبل السياسة الأمريكية مساء الأحد المنصرم في النادي الدبلوماسي. شارك في المناظرة التي نظمها مركز الدراسات الدولية والإقليمية كل من الأستاذ غاري واسرمان الذي قام بتمثيل وجهة النظر الديمقراطية وجيمس باتي الذي قام بالتعبير عن الوجهة الجمهورية.
بالنسبة لمدير المناظرة، ديفيد فوستر أحد أكبر مذيعي الأخبار بقناة الجزيرة الإنكليزية: لم يسبق أبداً أن كان لأي استحقاق سياسي تبعات بعيدة على كل واحد منا.
قام غاري واسرمان، أستاذ نظم الحكم بجامعة جورجتاون في قطر بتقسيم الانتخابات إلى خيارين واضحين قائلاً: يعتقد ثمانون بالمائة من الأمريكيين بأن البلاد تسير في الاتجاه الخطأ. وأضاف واسرمان: هل نستمر في دعم الحزب الحاكم أونعارض السياسات المتبعة خلال السنوات الثمان الماضية؟ كما عدّد واسرمان مشاكل مثل ارتفاع معدلات البطالة وتعثر الاقتصاد الأمريكي كمؤشرات رئيسية تعلّل ضرورة التغيير في واشنطن.
كما أعرب واسرمان وهو خبير استراتيجي سياسي مخضرم،عن قلقه من أن يقوم الشعب الأمريكي بتصديق محاولات جون ماكين بوضع نفسه على منأى من البيت الأبيض بالرغم من تأييده للبيت الأبيض في تسعين بالمائة من عمليات التصويت في مجلس الشيوخ العام الماضي وقيامه بتلطيف آراءه بشكل متزايد لجعلها أكثر قبولا لقاعدة انتخابية محافظة.
قال واسرمان: كان ماكين طيارا مقاتلا وهو معتاد على التحليق واتخاذ القرارات بناءً على حدسه أما أوباما فقد بدأ حياته المهنية كمنظم في المجتمع المحلي. انه معتاد على حضور اجتماعات تمتد لساعات طويلة جاهداً للحصول على حلول وسطى و حريصاًً على التفاوض. ذلك هو المنظور الذي سيضفيه إلى مركز الرئاسة.
وقال باتي مندوب ولاية رود ايلاند في المؤتمر الجمهوري الوطني لعام 2008، بأن الحزب الجمهوري ليس حزب جورج بوش إنما هو حزب ابراهام لينكولن والحكومة محدودة الصلاحيات والتجارة الحرة. وأشار بأنه على الأمريكيين التأكد من تحلي المرشح بمظاهر الحكمة والخبرة والقيادة. وقال بأنه على المرء النظر أيضا في مواقف المرشح المتعلقة بالقضايا الرئيسية الآنية. قال باتي: الولايات المتحدة امة تميل إلى اليمين الوسط والحزب الديمقراطي يعد بالتحول إلى اليسار وهذا بدوره أمر غير مقبول لدى معظم الأميركيين. وأضاف باتي: سيثبت ماكين بأنه الأكثر قبولاً لدى غالبية الأميركيين”
قام باتي الذي يشغل حاليا منصب مدير التخطيط الاستراتيجي والتحليل في جامعة براون بمناقشة سيرة ماكين التاريخية كرجل توافقي سعى مراراً إلى العبور نحو الفريق الآخر لتمرير التشريعات. إضافة، أشار باتي إلى الدور القيادي لماكين من خلال دعوته إلى إجراء تغييرات في إستراتيجية الحرب على العراق في مطلع عام 2003 فضلا عن دعم ماكين لزيادة عدد القوات في العراق الأمر الذي يعود إليه الفضل في الحد من عدد الضحايا في البلاد.
أثناء مناقشة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، سرعان ما تحول الحديث إلى مسألة الدعم الأميركي لإسرائيل. وتساءل أعضاء جمهور حول موقف كل من الطرف بشأن هذه المسألة. وادعى كل جانب بأن لديه السلطة والخلفية لإدارة قضية السلام بين فلسطين وإسرائيل. “باول كان أول وزير خارجية يلفظ كلمة “فلسطين”. كما وجه باتي اللوم إلى إدارة الرئيس بيل كلينتون على الانتظار إلى أواخر أيام رئاسته لمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام.
من جهته عبّر واسرمان عن دعمه لجهود كلينتون في وضع كل إمكانياته الرئاسية وراء اتفاق سلام كما انتقد إدارة بوش على انتظارها إلى أواخر أيام رئاسته لبذل جهد جدي في جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
ورداً على سؤال بشأن تسمية سارة بالين لمنصب نائب الرئيس. اعترف باتي بأنه فوجئ في البداية لكنه يعتقد بأن الخيار منطقي معتبراً بالين الحاكمة الأكثر شعبية في أمريكا.
أثارت المناقشة مشاركة الحضور. فقد حضر العديد من مؤيدي كل من ماكين وأوباما إلى المناقشة لدعم مرشحهم المفضل كما قام الحضور بطرح مجموعة من الأسئلة تمحورت حول اللوبي الإسرائيلي والحرب في العراق والمرشح الأكثر قدرة على وقف استمرار التدهور الاقتصادي الذي تشهده أمريكا حالياً.
في البيان الختامي، حث باتي الجمهور على عدم التأثر باستطلاعات الرأي الحالية التي تبين تفوق أوباما في السباق بنسبة خمسة إلى ستة بالمائة. وقال: سوف يحكم (ماكاين) كرجل سيد نفسه. كما أعلن باتي بأن ماكين سوف يحافظ على فلسفة للإصلاح في واشنطن والرخاء العالمي وتعزيز السلم العالمي. وحث باتي الناخبين على التفكير في ما إذا كان اوباما يمتلك الخبرة الكافية لنيل ثقتهم في قيادة البلاد خلال الأوقات العصيبة المقبلة وسأل: لماذا لا ينتخب ماكين لفترة واحدة ريثما يتمكن اوباما من اكتساب المزيد من الخبرة؟
قدّم واسرمان ترشيح أوباما كلحظة تاريخية لأمريكا وقال: حين تكون أمريكا مستعدة لانتخاب رجل أسود رئيسا، فإن لهذا الاستعداد مدلولاً حول ما وصلنا إليه. وأضاف: لدينا فرصة اختيار زعيم يستطيع الوصول إلى مجتمعنا العالمي قولاً وفعلاً. نحن بحاجة إلى طي صفحة.
أعلن مركز الدراسات الدولية والإقليمية عن موعد المحاضرة المقبلة ضمن سلسلة المحاضرات المتميزة 2008 حيث يستضيف المركز السيدة حنان العشراوي في الأول من شهر ديسمبر الساعة 6:30 مساء في النادي الدبلوماسي